الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

بالفيديو.. تحرير الكويت.. ملحمة وطنية في العزة والإباء

  • سيف الحموري - الكويت - الثلاثاء 21 فبراير 2023 10:06 مساءً - صالح العنزي: ذكرى الغزو أليمة تحمل مشاهد الدمار والخراب والكويتيون سطروا أروع القصص البطولية
  • كنت ضمن مجموعة القرين وأنشأنا مخفراً للتعامل مع بلاغات السرقة والنهب واختباء العراقيين في المنازل
  • جسّد الكويتيون ملحمة وطنية في الداخل والخارج للذود عن تراب الوطن ونأمل أن تتطور العلاقات بين البلدين


آلاء خليفة

«قد نكون خسرنا أقارب لنا وأصدقاء في فترة الغزو، ولكن لله الحمد ربحنا الكويت».

بهذه العبارة، لخص الفريق ركن متقاعد صالح مطر العنزي تجربته وآلامه وآماله كأحد أفراد الشعب الكويتي الذي عاش فترة الغزو العراقي على الكويت وشهد مراحل تحريرها منذ 32 عاما، فيوم 26 فبراير 1991 تاريخ لا ينسى في أذهان جميع الكويتيين الذين فرحوا وسجدوا سجدة شكر لله بعد إعلان تحرير الكويت بعد سبعة أشهر من الغزو العراقي عاش خلالها الكويتيون الكثير من المآسي والبطولات، كما أن التحرير لم يكن بالأمر السهل إلا أنه تحقق بفضل التعاون الدولي وجهود رجال الكويت المخلصين ونسائها الذين قدموا ارواحهم فداء لتراب الوطن وضحوا بأنفسهم من اجل عودة الشرعية.

الفريق ركن متقاعد صالح العنزي من هؤلاء الابطال الذين عملوا طيلة فترة الغزو، حيث أبى الا ان يعود للبلاد منذ اليوم الاول للغزو ويبقى بداخلها لحين تحريرها من العدو الغاشم، فسطر مع زملائه أروع القصص البطولية التي روى منها لـ«الأنباء» مواقف ومشاهد عاد من خلالها بالذاكرة الى شهور الغزو السبعة وكيف تحررت الكويت، موصيا الاجيال الحالية والقادمة بضرورة التمسك بالوحدة الوطنية والتلاحم والتعاضد للحفاظ على تراب الوطن الغالي.

والجدير بالذكر ان الفريق ركن متقاعد صالح مطر العنزي، قد شغل عدة مناصب في الفترة السابقة كان ابرزها مدير أمن محافظة الاحمدي ومدير أمن محافظة مبارك الكبير ومدير أمن محافظة الفروانية واليكم التفاصيل:

أين كنت عندما سمعت خبر الغرو على البلاد وماذا عن ذكرياتك حول تلك الفترة؟

٭ جميع ابناء الشعب الكويتي يعتبرون هذه الفترة ذكرى مؤلمة في قلوبهم جميعا، لما شاهدوه اثناء فترة الغزو العراقي الغاشم من خراب ودمار لدولتنا الحبيبة، ولا يكاد تخلو عائلة كويتية من فقدان شهيد أو أسير اثناء الغزو، وكنت حينها برتبة ملازم أول في القوات الخاصة في ادارة حماية الطائرات، وفي ذلك اليوم كنت في رحلة عودة من الهند الى الكويت، وفي منتصف الرحلة أخبرني كابتن الطائرة فتوقعت حينها ان هناك عملا ارهابيا او ما شابه ذلك، الا انني أدركت الأمر بعد ان استمعنا الى الراديو حيث بث نداء استغاثة لشعوب العرب وشعوب العالم بأن العراق غزا الكويت ما بين ليلة وضحاها.

العودة للكويت

وهل أكملتم الطريق إلى الكويت، كيف تصرفتم حينها؟

٭ أخبرني كابتن الطائرة بأننا لن نكمل رحلتنا الى مطار الكويت وكانت حينها الساعة 8 ونصف صباحا وسنتجه الى مطار البحرين وبالفعل هبطنا في مطار البحرين وذهبنا الى فندق الدبلومات ليلة واحدة، وفي اليوم الثاني قلت لصديقي صقر العنزي انني اريد العودة الى الكويت فهي ديرتنا ولا يمكن ان نتركها خلال الاحتلال، واقترحت بأن نذهب الى منفذ الخفجي لنتمكن من دخول الكويت، وبالفعل تم ذلك حيث تطوع شخص سعودي وقام بتغطيتنا في «الوانيت» الخاص به لنتمكن من الدخول.

لحظة التحرير

حدثنا عن دورك مع زملائك في حرب تحرير الكويت، ماذا فعلتم وذكرياتك حول لحظة إعلان تحرير الكويت من العدوان؟

٭ قبل التحرير كانت الضربة الجوية التي استمرت لمدة 45 يوما، وعلمنا حينها ان الكويت سوف تتحرر نظرا لأنه سيتبع الضربة الجوية الحرب البرية، وكانت هناك استعدادات من خلال توزيع المجاميع وكنت حينها في منطقة القرين، ودخلت قوات التحالف والقوات الكويتية والسعودية والخليجية والمصرية عن طريق منفذ الخفجي، وهنا شعرنا بالفرحة بأن الكويت ستتحرر ومع بداية الصباح نظمنا انفسنا وخرجنا الى الشوارع الرئيسية تعبيرا عن الفرحة العامرة بلحظة إعلان تحرير الكويت.

الدروس المستفادة

ما الدروس المستفادة من الغزو العراقي، وكيف يمكن تخليد ذكرى الغزو للأجيال الحالية والقادمة؟

٭ جسد الكويتيون ملحمة وطنية خلال فترة الغزو العراقي وشهدنا تلاحما وتعاضدا وتعاونا بين الجميع دون أي تفرقة وكان الجميع يعمل سواء رجل او امرأة، وعمل الكويتيون في توزيع الخبز وتوصيل الماء وجمع القمامة في سبيل زوال المحنة، ولكن اليوم مع الاسف الشديد يؤسفني أن «الجار ما يدري عن جاره» فلا نريد محنة جديدة توقظ القلوب مرة أخرى، وعلى وزارة التربية أن تقوم بتخليد ذكرى الغزو في المناهج الدراسية بشكل اكبر، وان يعلم الجميع بأسماء الاسرى والشهداء، والأهم من ذلك ان الدرس المستفاد ان العنصر الكويتي موجود بقوة أثناء المحن والازمات يدافع عن تراب وطنه ويرويه بدمائه، فحب الكويت فعل وليس قولا.

العلاقات الكويتية- العراقية

كيف تقيم العلاقات الحالية بين الكويت والعراق ومستقبل تلك العلاقات، وكيف يمكن تحقيق الأمن الوطني من خلال خبراتك الأمنية؟

٭ منذ فترة قريبة استضافت العراق «كأس الخليج» وهي بطولة رياضية شاركت فيه جميع الفرق الخليجية بما فيها منتخب الكويت، وشهدت المباريات التي شارك فيها المنتخب الكويتي حضورا قويا من الكويتيين الذين سافروا لتشجيع منتخبهم وسارت الأمور بسلاسة وهدوء رغم تخوفنا من حدوث أي أعمال إرهابية او انتقامية من بعض العناصر لكن البطولة مرت بسلام وهي بشارة خير، ونأمل ان تتطور العلاقات الكويتية- العراقية الى الافضل دائما مستقبلا في شتى المجالات لصالح الطرفين.

الحق الكويتي

كيف تقيم دور الدول الصديقة والشقيقة في الوقوف مع الحق الكويتي؟

٭ بالفعل، وقفت الدول الصديقة والشقيقة مع الشرعية الكويتية ونددت بالغزو العراقي منذ اليوم الاول وارسلت قواتهم للدفاع عن الاراضي الكويتية، وهيئة الامم المتحدة قامت بدورها منذ اللحظة الاولى، فالكويت كانت دوما سباقة في الوقوف مع اي دولة تتعرض لاي حادث ارهابي او اعتداء او احتلال من دولة اخرى، وهذا ما جعل 45 دولة تضع يدها بيد بعض لتحرير الكويت التي لا تنسى اي دولة اجنبية او عربية شاركت في حرب تحرير الكويت ولهم كل الشكر والتقدير والعرفان.

مخفر القرين

استذكر العنزي إنشاء مخفر القرين خلال تحرير الكويت مع مجموعة من زملائه للتعامل مع البلاغات عن وجود عراقيين مختبئين في المنازل بالمنطقة، وكذلك للتعامل مع بلاغات السرقة والنهب التي كانت تحدث من أشخاص ضعاف النفوس.

ولفت العنزي الى أنه من ضمن المجموعة بطل الخليج والعرب في المبارزة كاظم مال الله وكان يخرج معنا في دوريات ليلية للتعامل مع جميع البلاغات.

ولفت الى تنسيق ضباط الجيش لاستقبال الأسرى العراقيين إذ لم يكن المخفر يكفي لعددهم فكان يتم وضعهم في منازل بجانبه بوجود حراسة دائمة بعد تجريدهم من الأسلحة من ثم نقلهم عبر الباصات الى منطقة بر مشرف، حيث يتم التعامل معهم من قبل الجهات المعنية.

المرأة الكويتية

أشاد العنزي بدور المرأة الكويتية خلال الغزو العراقي، موضحا انه كانت من ضمن المجموعة التي عمل معها خلال اشهر الغزو سيدة كويتية وقامت بدورها المنوط بها على الوجه الامثل وكانت على استعداد لأن تضحي بحياتها فداء للكويت، مشيرا الى التظاهرات والمسيرات والاعتصامات التي خرج فيها أبناء الشعب الكويت في الداخل وكذلك في الخارج في مختلف بلدان العالم لنصرة الكويت والمطالبة بتحريرها.

مواقف لا تنسى

استذكر العنزي مواقف عدة مر بها مع زملائه أثناء الغزو ومنها استهداف سيارة استخبارات في منطقة الجهراء بقنبلة قام بالقائها من سيارته.

واستذكر أيضا عندما اضطر الضباط الكويتيون إلى تزوير هوياتهم بمهنة «مدرس» لكي يتمكنوا من العبور من نقاط التفتيش العراقية بشوارع الكويت والتي تسمى «السيطرة» إذ لم يكن لدى الضباط هويات الا الهوية العسكرية.

وشدد على أهمية معرفة قصص الشهداء وتخليدهم ذاكرا الشهيد علي الشمري الذي أسر أثناء تواجده معه خلال نقل أسلحة من منطقة الجهراء الى منطقة حولي وتم القبض عليه من قبل القوات العراقية وأسره لحين استشهاده.

Advertisements
Advertisements