الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

بالفيديو.. علم الكويت رفرف عالياً وأبطال التحرير جسّدوا الوفاء والفداء

  • سيف الحموري - الكويت - الخميس 23 فبراير 2023 10:06 مساءً - العسلاوي: على «التربية» و«الإعلام» تخليد ذكرى الغزو في المناهج الدراسية والبرامج الإعلامية
  • اعتقلنا فجر 5 أغسطس من القوات الخاصة العراقية لاعتقادهم أننا عسكر في «الداخلية» أو الجيش
  • استمررت في العمل بمركز الإطفاء طيلة أشهر الغزو وواجهتنا صعوبات سرقة المعدات
  • تطوعنا للعمل في مخبز الرميثية في قسم تسلّم وتوزيع الخبز على المواطنين والمقيمين


آلاء خليفة

عزّ عليه أن يرى علم الكويت ملقى على الأرض في إحدى ساحات جامعة الكويت أثناء تأدية واجبه في إطفاء حريق نشب فيها أثناء الغزو العراقي، فخبأه في ملابسه ليرفعه عاليا صباح يوم التحرير على مركز إطفاء السالمية. إنه وكيل أول إطفاء من قوة الاطفاء العام عبدالعزيز العسلاوي، بطل من أبطال التحرير، عمل طيلة اشهر الغزو في قوة الاطفاء العام فتعرض لمواقف وصعوبات عانى منها معظم الكويتيين في تلك الفترة الصعبة، أصيب خلال تأدية واجبه في الميدان إلا انه ورغم الاصابة رفض البقاء في المنزل وآثر العودة للعمل. العسلاوي كان ضيفا في «الأنباء» ليتحدث عن ذلك اليوم الاسود الذي غزت فيه القوات العراقية الكويت، وتلك الاشهر السبعة التي جسد فيها الكويتيون ملحمة وطنية قدموا فيها الغالي والنفيس، قدموا ارواحهم فداء للوطن وروا دماءهم لعودة الكويت.

فتح لنا قلبه وعقله وسرد مواقف واحاديث كثيرة حدثت اثناء الغزو وبعد التحرير. واليكم التفاصيل:

يوم لا ينسى

عند الحديث عن ذكرى الغزو العراقي، إلى أين تأخذك الذاكرة يعد 32 عاما مرت على الواقعة؟

٭ أذكر أنه تم تعييني في قوة الاطفاء العام قبل الغزو العراقي على دولة الكويت بشهر ونصف الشهر، ويوم الغزو توجهت كالعادة الى عملي في مركز اطفاء السالمية تمام الساعة 6:30 صباحا وعندما وصلت وجدت ان موظفي الإلزام السابق مازالوا في الدوام، فاستغربت سبب وجودهم وعلمت منهم ان العراق غزت الكويت، وكنا نسمع قبلها ان هناك مناوشات لكن لم نتوقع حدوث الغزو فعليا، وفي تمام الساعة 8 ونصف صباحا شاهدنا طائرة هيليكوبتر تحمل العلم العراقي وحلقت فوق مركز الاطفاء الذي كنت اعمل به تحديدا، وهنا ايقنت حدوث الغزو حقا، وبعد نصف ساعة وصلنا نداء بحدوث حريق في مضخة حولي وعلمنا ان القوات الكويتية قامت بقصف الطائرة العراقية ما ادى الى سقوطها وحدوث حريق بها، ووصلنا أمر من المسؤولين بألا نقوم بإطفائها، ومن ثم عدنا الى مركز الاطفاء وقمنا بإبلاغ أسرنا اننا محجوزون في مقار عملنا ولا يمكننا العودة الى منازلنا بسبب اعلان حالة الطوارئ في البلاد.

كيف تعاملتم مع المواقف خلال تلك الفترة خصوصا أن عملكم كقوة اطفاء كانت في الميدان بشكل مباشر؟

٭ بداية تعرضنا للأسر، ففي فجر يوم 5 اغسطس قامت القوات الخاصة العراقية بمحاوطة مركز الاطفاء بأكمله وقاموا باعتقالنا اعتقادا منهم اننا عسكر او جيش، وقرروا ترحيلنا جميعا الى بغداد في العراق، وكنا نحو 90 شخصا قاموا بتجميعنا في القيادة المركزية التي كانت موجودة حينها في شاطئ المسيلة وقبل ان يتم نقلنا الى العراق وصلهم أمر من مدير الدفاع المدني العراقي بإطلاق سراحنا كوننا نتبع للدفاع المدني وليس للداخلية او الجيش، وتم بالفعل اطلاق سراحنا في ذلك اليوم، وذهبت الى مقر عملي في مركز الاطفاء وكنا حينها 8 اشخاص بين 2 ضباط و6 أفراد ومتطوع واحد، واستمررنا في العمل طيلة اشهر الغزو حتى لحظة تحرير الكويت، وواجهتنا صعوبات عدة خلال فترة الغزو ابرزها كثرة الحرائق والحوادث مع قلة الآليات والمعدات الموجودة بمراكز الاطفاء حينها، نظرا لانه تم العبث بها من قبل القوات العراقية وتمت سرقة الكثير منها كذلك بالاضافة الى وجود الدفاع المدني العراقي معنا وتحكمهم في اداء عملنا لدرجة انهم كانوا يخصصون جنديا عراقيا يخرج معنا في أي حادث حريق.

إعلان التحرير

حدثنا عن دورك انت وزملائك في حرب تحرير الكويت، ماذا فعلتم وذكرياتكم في لحظة اعلان تحرير الكويت ودوركم في اطفاء الآبار بعد التحرير؟

قبل التحرير بيومين شاهدنا بداية انسحاب القوات العراقية وقررنا الذهاب الى منازلنا ولكن في منتصف الطريق وجدت القوات العراقية فرجعت الى مركز عملي وجدت الرائد علي حسين العبدالله وكان الوحيد المتواجد في المركز فبقيت معه، وفي نفس اليوم علمنا بتحرير الكويت من الغزو العراقي وفي الساعة 5 والنصف فجرا اصبح هناك هدوء تام في المنطقة وكانت لحظة لا توصف وسجدنا سجدة شكر لله عز وجل، وقمت برفع علم الكويت على المركز، وبعد يومين من التحرير تطوعت مع زميل لي في ادارة المخابز وعملنا معا في مخبز الرميثية نحو 3 أسابيع في قسم التسليم في تسلم وتوزيع الخبز على الكويتيين والمقيمين في الكويت  حينها.

المقاومة الشعبية

جسد الكويتيون في الداخل ملحمة وطنية كل في موقعه، تجسدت في المقاومة الشعبية للدفاع عن الوطن على مدار أشهر الغزو، حدثنا عن هذا الجانب؟

بالفعل ضرب الكويتيون اروع الامثلة في التضحية والفداء لتراب الوطن الغالي وقدموا ارواحهم فداء للوطن وهناك الكثير من الشهداء والأسرى الذين سطروا اجمل ملحمة وطنية للذود عن الوطن، فضلا عن ابطال المقاومة الشعبية، وكذلك عمل الكويتيون في المخابز وجمع القمامة وتوزيع الأدوية وغيرها من الاعمال التي كان يحتاج لها الوطن في ازمته، وشهد مجال التطوع حينها نساء ورجالا وشبابا كلا يقدم روحه فداء للوطن الغالي.

بعد مرور تلك السنوات الطوال ما الدروس المستفادة من الغزو العراقي؟

٭ أهم درس تعلمته بحياتي «لا تثق بمن هو قريب منك»، وتعلمت من محنة الغزو الصبر والقوة وكيفية اتخاذ القرار بتروٍ دون استعجال وطبقت تلك الأمور على ابنائي وسأطبقها مستقبلا على أحفادي، الأجيال الحالية لم تعش فترة الغزو في السابق كان هناك ترابط وتلاحم نفتقده الآن مع الأسف الشديد.

دور «التربية» و«الإعلام»

كيف يمكن تخليد ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت للأجيال الحالية والمستقبلية، هل هو دور وزارة التربية أم وزارة الإعلام أم من؟

٭ نعم بالتأكيد لوزارة التربية دور مهم في تخليد ذكرى الغزو والأحداث التي حدثت حينها في المناهج الدراسية لاسيما في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية والتركيز على الوحدة الوطنية والتلاحم ودور رجال الشرطة والجيش والإطفاء في الدفاع عن وطنهم، بالإضافة الى دور وزارة الإعلام في تسليط الضوء على ذكرى الغزو عبر وسائل الاعلام المختلفة واجراء اللقاءات مع من عايشوا تلك الفترة لسرد ذكرياتهم وقصصهم حينها حتى تستفيد منها الأجيال الحالية والمستقبلية ولتوثيق تلك الأحداث على مر التاريخ.

ما كلمتك في شهر فبراير شهر الأعياد الوطنية؟

٭ أود أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات الى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد ولسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد وللقيادة السياسية ولجميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة بمناسبة ذكرى الأعياد الوطنية، داعيا الله عز وجل ان يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه وان يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار. وأود ان أقول «الله يرحم شهداءنا الأبرار البواسل».

مواقف لا تنسى

سرد العسلاوي عددا من المواقف التي لا تنسى بالنسبة اليه خلال الغزو، وأبرزها انه ومن ضمن الحرائق التي قام بإخمادها حريق جامعة الكويت حيث وجد علم البلاد ملقى على الأرض، قائلا «عز علي ان ارى علم الكويت ملقى على الأرض فحملت العلم وخبأته في ملابسي وعند إعلان لحظة تحرير الكويت تذكرت العلم فقمت بإخراجه وعلقت العلم على مركز الإطفاء الساعة 6 ونصف صباحا». ومن المواقف التي تحدث عنها التي تظهر حجم المخاطر التي تعرض لها خلال تأدية عمله، استذكر حريق برج الكويتية، موضحا ان الحريق بدأ في الطابق الاول وصولا الى الطابق السابع الا انهم لم يتمكنوا من الاستمرار في إطفاء الحريق إذ بلغهم أمر وهم في الدور السابع بالنزول فورا نظرا لوجود مطعم فيه نحو 30 سلندر غاز في الطابق التاسع وكان من الممكن ان ينفجر في أي لحظة.

إصابة أثناء الغزو

ذكر العسلاوي انه أصيب اثناء فترة الغزو وجلس في المنزل لمدة 4 ايام من جراء تلك الإصابة، ولكنه لم يتمكن من المكوث اكثر بسبب عدم رغبته بترك زملائه في مركز الإطفاء فقرر العودة لمقر عمله على الرغم من الإصابة التي جاءته في الفخذ من جراء حادث إطفاء أحد الحرائق حينها، وفي اليوم الخامس عاد الى عمله في مركز اطفاء السالمية.

Advertisements
Advertisements