الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

التجمعات الرمضانية.. موروث اجتماعي ينشر الألفة والتراحم بين أفراد الأسرة والمجتمع

سيف الحموري - الكويت - الثلاثاء 5 أبريل 2022 07:48 مساءً - رمضان «غير» هذا العام بعد انقشاع غمة جائحة كورونا التي القت بظلالها على كل مناحي الحياة وحرمت الجميع من حميمية التجمعات واللقاءات والغبقات التي كانت تتم على استحياء وفي حدود الاسرة الصغيرة مع اتباع الاجراءات الصحية الاحترازية التي أقرتها السلطات الصحية في الكويت للسيطرة على انتشار الفيروس.

ويهل علينا شهر الخير والبركات هذا العام وأهل الكويت يتطلعون بشغف للتجمعات العائلية حول مائدة الافطار والغبقات الرمضانية التي تعد مظهرا من مظاهر التواصل الاجتماعي التي تحمل في طياتها سرا من أسرار السعادة بقدوم الشهر الفضيل سواء على مستوى الأسرة الصغيرة أو العائلة الكبيرة او المؤسسات والشركات.

وترتبط الغبقات بالتراث الكويتي الأصيل وتقوي الترابط وتسمو بالعلاقات الاجتماعية وهي تقام في المنازل والفنادق والمطاعم طوال أيام الشهر الفضيل لإشاعة أجواء مميزة ودافئة بين الأهل والأقارب والأصدقاء وزملاء العمل للتعارف والتواصل.

وفي هذا الصدد تقول استاذة التخطيط الاجتماعي بجامعة الكويت د.سهام القبندي لـ (كونا) انه بعد سنتين من الحظر ومنع اقامة المناسبات الاجتماعية وصلاة التراويح والتهجد فرح أهل الكويت بعودة الحياة لشهر رمضان ومناسباته الاجتماعية المتنوعة.

وأشارت القبندي الى التأثيرات الايجابية للمظاهر الاجتماعية الرمضانية على الصحة النفسية وعلاج ما خلفته الجائحة من اثار نفسية مبينة ان الدراسات تؤكد أهمية تجمع الأسرة في اشاعة المشاعر الإيجابية.

وذكرت ان لهذه التجمعات العديد من الفوائد حيث تتيح الفرصة للآباء والأمهات بمتابعة أولادهم عن كثب وملاحظة التغيرات في حالتهم النفسية وتعد ايضا فرصة لإظهار اهتمامهم ودعمهم لأبنائهم وسط زحام الحياة.

ومن جانبها، أكدت الاعلامية أمل عبدالله لـ(كونا) «أهمية هذه التجمعات كونها تمثل احد أهم مظاهر صلة الرحم» لافتة الى ان تجمع الاباء والامهات والابناء والخالات والعمات «امر جيد وجميل ومحبب الى النفس».

وقالت عبدالله إن هذه التجمعات لم تنقطع تماما خلال الجائحة «الا انها كانت تقام على مستوى الاسرة الصغيرة مع الالتزام بالاجراءات الاحترازية».

ورأت ان الالتزام بالاجراءات الاحترازية أدى الهدف وتمت السيطرة على انتشار الفيروس قائلة ان الكويتيين اجتماعيون بطبعهم يحبون التزاور بين الاهل والاقارب.

واذ اعربت عن فرحتها بعودة التجمعات والغبقات إلا أنها دعت الى تجنب المبالغة والحرص الدائم على الالتزام بالاجراءات الاحترازية قدر المستطاع.

ولفتت الى ان «جميع أهل الكويت استعدوا بشكل أو بآخر لهذا الشهر الفضيل الذي سيختلف بلا شك عن العامين الماضيين لعودة الروح والحميمية الى لقاءاتنا العائلية».

بدورها، قالت التربوية المتقاعدة هدى السمحان «انتظرنا بلهفة وشوق ليالي رمضان العامرة بمظاهر الالفة والمودة والمحبة خاصة ان التواصل بات غالبا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكن في رمضان تزداد التجمعات العائلية والغبقات التي حرمنا منها على مدى عامين متتاليين».

ونوهت السمحان باللقاءات التي يسودها الاخاء والمحبة والعادات الأصيلة في مثل هذه المناسبات معتبرة أنها تخلق نوعا من الترابط الاجتماعي وتبث روح الفريق الواحد.

وقالت انها تمثل فرصة لتجاذب أطراف الحديث وتبادل الآراء حول مختلف الموضوعات مبينة أن الغبقة الرمضانية مائدة عامرة ليس بالطعام فقط بل بالمشاعر والأفكار والأحاسيس الإنسانية.

ومن جانبها، قالت هدى التوم وهي موظفة سابقة بالمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ان طقوس التجمعات والولائم الرمضانية تختلف تفصيلاتها من أسرة لأخرى.

وأوضحت التوم أن بعض الأسر اعتادت على أن يكون أول يوم رمضان عائليا فقط بين الأم والأب والأبناء على أن تبدأ الزيارات والمآدب من اليوم الثاني فيما توسع بعض الأسر نطاق التجمع في اليوم الأول ليكون في «البيت الكبير» مع الجد والجدة والأخوات وأسرهن.

واعتبرت ان التجمعات العائلية فرصة ذهبية لصلة الأرحام حيث تجمعهم موائد الإفطار لتكون فرصة لإعادة الأواصر الاجتماعية بسبب البعد الذي تفرضه ظروف الحياة اليومية.

ومن ناحيته، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور عبدالله السند ان الشهر الفضيل مناسبة تكثر بها التجمعات والتزاور والصلاة في المساجد لذا من المهم والضروري استمرار الأخذ بسبل الوقاية كافة.

وقال السند انه بالرغم من المؤشرات الايجابية الا اننا ندعو الجميع ولاسيما كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة إلى الالتزام المستمر بالاشتراطات الصحية وأخذ التطعيمات وتجنب التجمعات وحصر اللقاءات الاجتماعية قدر الامكان ضمن نطاق الأسرة.

Advertisements
Advertisements