- سيف الحموري - الكويت - الخميس 20 يوليو 2023 09:10 مساءً - الموقف الكويتي تجاه الأزمة اليمنية مشرّف وداعم للشرعية وجهودها محلّ تقدير اليمنيين
- حضور كويتي في المشهد اليمني بوساطات ناجعة وتدخلات محمودة للمصالحة منذ عام 1966
- أكثر من 1.559 مليار دولار إجمالي مساعدات الكويت لليمن بالمجالات الإنسانية والتنموية
- الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - أنهى معركة كبيرة بين شطري اليمن في 1979 ووضع لبنات توحيده
أجرى الحوار: أسامة دياب
أكد السفير اليمني لدى البلاد البروفيسور علي منصور بن سفاع عمق وقوة ومتانة العلاقات اليمينة - الكويتية والتي وصفها بالممتازة والتاريخية، مشيرا إلى أن الكويت كانت ومازالت مهمومة بهويتها الإسلامية وعمقها العربي وتشارك بفاعلية في مختلف القضايا، كأحد اللاعبين الأساسيين الأكثر تأثيرا على الساحة الإقليمية بديبلوماسيتها الرائدة وإيمانها الدائم بالحوار. وكشف بن سفاع - في لقاء خاص لـ «الأنباء» - عن أن الكويت حاضرة في المشهد اليمني ولديها وساطات ناجعة وتدخلات سياسية محمودة للمصالحة بين الأطراف اليمنية منذ عام 1966، موضحا أن الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد أنهى معركة كبيرة بين الشطرين في عام 1979 ووضع اللبنات الأساسية لتوحيد اليمن.
ووصف الموقف الكويتي تجاه الأزمة اليمنية بالمشرف والداعم للشرعية، مبينا أن جهود الكويت محل تقدير اليمنيين، مشيدا بدعم الكويت ومساندتها حيث يقدر إجمالي ما قدمته لليمن بأكثر من مليار و559 مليون دولار مساعدات في المجالات الإنسانية والتنموية، لافتا إلى أن مدينة تعز تعيش وضعا مأساويا اقتصاديا واجتماعيا بعد مرور 8 أعوام من الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي عليها، وفي السطور التالية تفاصيل الحوار:
ما مدى تقييمك للموقف السياسي والديبلوماسي للكويت تجاه الأزمة اليمنية؟
٭ العلاقات اليمنية - الكويتية تاريخية وشديدة الخصوصية بلا أجندات خفية أو مصالح ومآرب شخصية، منذ عام 1966 والكويت حاضرة في المشهد اليمني ولديها وساطات ناجعة وتدخلات سياسية محمودة للمصالحة بين الأطراف اليمنية. ففي عام 1979 حدثت معركة كبيرة بين طرفي اليمن جنوبه وشماله وتدخل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، ودعا رئيسي الشطرين إلى الكويت وأصلح فيما بينهما ووضع اللبنات الأساسية لتوحيد اليمن.
لطالما كانت الكويت مهمومة بهويتها الإسلامية وعمقها العربي وتشارك بصورة إيجابية في مختلف القضايا الإسلامية والعربية بمبادراتها ووساطاتها المميزة، فهي بلا شك أحد اللاعبين الأساسيين والأكثر تأثيرا على الساحة الإقليمية بديبلوماسيتها الرائدة وإيمانها الدائم بالحوار كوسيلة ناجعة لحل الأزمات والنزاعات.
ومع بروز الأزمة اليمنية، تجلي الموقف الكويتي المشرف والمساند للشرعية اليمنية عندما انضمت الكويت الى تحالف دعم الشرعية، واستضافت الكويت أطراف الأزمة بغية التوصل الى حل عن طريق مفاوضات استمرت قرابة المائة يوم، ولكن أفشلها الحوثيون بتعنتهم، ومازال الموقف الكويتي المبدئي يساند الشرعية اليمنية وفي الوقت نفسه يبحث فيما من شأنه أن يؤدي الى حل الأزمة وإنقاذ الشعب اليمني من هذه المحنة. الموقف الكويتي من الأزمة اليمنية مشرف وداعم للشرعية وجهودها موضع تقدير اليمنيين.
المساعدات الكويتية
ماذا عن حجم المساعدات الكويتية الإنسانية للشعب اليمني سواء على المستوى الحكومي أو من خلال مؤسسات المجتمع المدني؟
٭ في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي خلفتها الأزمة السياسية في اليمن طوال الفترة السابقة، فقد تضافرت الجهود الدولية عبر المشاركة الفاعلة في مؤتمرات المانحين تماشيا مع تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحة لشعبنا اليمني لتأتي تلك الجهود تأكيدا على المسؤولية الدولية الجماعية لدعم خطط الاستجابة الإنسانية.
تواصل دعم الكويت لليمن في المجالات الإنسانية والتنموية، حيث بلغ إجمالي ما قدمته في تلك المجالات ما يفوق 1 مليار و559 مليون دولار منها 850 مليون دولار في المجال الإنساني منذ عام 2015، عبر برامج الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن ، بدءا من مؤتمر الأصدقاء المانحين في ديسمبر 2012، الذي أعلنت فيه تقديم 500 مليون دولار، وفي خطة الاستجابة الإنسانية عام 2017 قدمت الكويت 100 مليون دولار. وفي خطة 2018 قدمت 250 مليون دولار، و250 مليون دولار أخرى لخطة 2019 فضلا عن المساعدات الإضافية الطارئة لوكالات الإغاثة الدولية.
كما شاركت الكويت بفاعلية في جميع مؤتمرات المانحين، التي كان آخرها المؤتمر الافتراضي رفيع المستوى للمانحين بشأن الوضع الإنساني في اليمن، الذي عقد بدعوة من الاتحاد السويسري ومملكة السويد بالتعاون مع الأمم المتحدة، تماشيا مع خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2021، حيث أعلن وزير الخارجية آنذاك الشيخ د.أحمد ناصر المحمد خلال كلمته للمؤتمر بأن الكويت وبناء على توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد واستجابة للاحتياجات الإنسانية الإغاثية العاجلة للشعب اليمني، قدمت دعما لمدة عامين بـ 20 مليون دولار أميركي، وذلك من الموارد المتاحة للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.كما شاركت الكويت أيضا في المؤتمر السابق الذي استضافته المملكة العربية السعودية افتراضيا في يونيو 2020.
أما العمل الخيري والإنساني الكويتي المقدم من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والأفراد الى الشعب اليمني فيتسارع بصورة مكثفة وتنافسية شديدة وقد تجلى ذلك خلال شهر رمضان الماضي، حيث تركزت المساعدات التي قدمتها المؤسسات الكويتية هناك من حيث توزيع السلال الغذائية من قبل (جمعية الهلال الأحمر الكويتي) استفاد منها نحو 2800 فرد من النازحين والأسر الفقيرة في محافظة واحدة هي محافظة الجوف.
وكلنا يعلم أن تلك الجهود الإغاثية تأتي منسجمة مع التوجه الإنساني للكويت أميرا وحكومة وشعبا في مد يد العون لأشقائهم في اليمن والوقوف معهم في السراء والضراء.
والدعم الكويتي ليس غريبا على اليمنيين ولا يقتصر على الإغاثة الطارئة التي فرضتها ظروف الحرب لكنه ارتبط منذ عقود بدعم المشاريع التنموية والبنية التحتية خصوصا في الصحة والتعليم والطرقات والجامعات ومختلف المجالات الأخرى، وحيثما وليت وجهك في اليمن ستجد منشأة تعليمية أو طريق أو مصنع أو مشروع تنموي من أموال الكويت دون أجندات خفية او أي مآرب سياسية أو توجهات أيديولوجية. كما تقوم الكويت الشقيقة بتنفيذ التزاماتها تجاه الشعب اليمني الذي طحنته الأزمة وشردته ظروف الحرب.
العام الـ 8 للحصار على «تعز»
كيف ترى الأوضاع في محافظة «تعز» مع مرور 8 سنوات على الحصار المفروض عليها؟
٭ اختيار ميليشيات الحوثي لمحافظة تعز يأتي لاعتبارات عدة أهمها أنها الأكثر كثافة سكانية بـ 4 ملايين مواطن يئنون جراء الحصار الجائر.
المدينة لها حضور سياسي واقتصادي كبير نظرا لأنها تحوي العديد من المنشآت الاقتصادية والمالية، كما أن صفحات التاريخ اليمني تكشف لنا أن من يسيطر على تعز تكون له الغلبة والنصر.
الميليشيات الحوثية تسيطر على نصف مدينة تعز ولكنه النصف الحيوي بمنشآته الاقتصادية والمالية ولذلك يقومون بابتزاز الناس ويفرضون عليهم الجباية والإتاوات بعد أن قطعوا أوصال المحافظة وعزلوها عن باقي مناطق اليمن وأن أغلقوا طريق الحوبان - عدن مما جعل السكان يلجأون إلى طرق وعرة ومتهالكة تستغرق وقتا طويلا في السفر والتنقل.
مدينة تعز تعيش وضعا مأساويا بعد مرور 8 أعوام من الحصار، فالمدينة التي تقع في منتصف اليمن وتشتهر بكونها مدينة زراعية إلا أن أكثر من 70% من أراضيها تحولت إلى أراض بور غير صالحة للزراعة.
من أجواء اللقاء
تدمير 50% من شبكة الطرق
كشف السفير اليمني لدى البلاد البروفيسور علي منصور بن سفاع عن أن الحصار على «تعز» أدى إلى تدمير 50% من شبكة الطرق التي تربط تعز بالمحافظات اليمنية الأخرى، كما قامت ميليشيات الحوثي بتدمير 3 جسور تربط تعز بمحافظة عدن. كما ارتفعت تكاليف وصول المواطنين من الحوبان إلى وسط المدينة من 100 ريال إلى 15 ألف ريال.
شح المياه
أشار بن سفاع إلى أن إجمالي حجم المياه الذي كان يصل الى خزانات المؤسسة العامة للمياه قبل الحصار يقدر بـ 6.120.000 متر مكعب في العام الواحد، ليصل الآن إلى 648.000 متر مكعب بعد الحصار وهذا النقص سبب أزمة مياه خانقة بنسبة عجز تصل إلى 75% من احتياجات السكان.
إغلاق 31 مدرسة
أوضح السفير اليمني أنه تم إغلاق 31 مدرسة بسبب الحصار مما أدى الى تضرر وتشريد 32.200 طالب وطالبة، لافتا إلى أن إغلاق الطرق منع 8567 طالبا جامعيا من الوصول إلى جامعاتهم.
الحوادث المرورية
لفت بن سفاع إلى ارتفاع الحوادث المرورية بسبب الطرق البديلة الوعرة إلى 648 حادثا نتجت عنها 374 حالة وفاة و966 إصابة وذلك وفق الحالات التي تم رصدها فقط.
نزوح الكوادر الحكومية
أشار السفير اليمني إلى أن الحصار الجائر الذي تفرضه ميليشيات الحوثي على مدينة تعز أدى إلى نزوح 10464 من الكوادر الحكومية من مختلف القطاعات. كما تناقص عدد الشركات والمؤسسات في تعز من 64 شركة ومؤسسة قبل الحصار إلى 17 فقط بعد 8 سنوات من الحصار.