الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

أبوظبي.. عاصمة الفنون والاستدامة الثقافية

  • 1/18
  • 2/18
  • 3/18
  • 4/18
  • 5/18
  • 6/18
  • 7/18
  • 8/18
  • 9/18
  • 10/18
  • 11/18
  • 12/18
  • 13/18
  • 14/18
  • 15/18
  • 16/18
  • 17/18
  • 18/18

وصف الصورة

سيف الحموري - الكويت - الخميس 7 أبريل 2022 07:48 مساءً - حراك ثقافي وفني متواصل، ريادة في الإبداع والابتكار، انفتاح على مختلف الحضارات، رؤية استشرافية لآفاق المستقبل دون انسلاخ عن الجذور، انصهار لجميع الأديان والأعراق داخل بوتقة واحدة، سعي دؤوب لمواكبة أحدث ما توصلت إليه العقول.. هكذا يمكن تلخيص المشهد في أبوظبي «المسكونة» بعشق الفنون والمعارف، مهوى أفئدة وألباب المثقفين، لا تعرف السكون ولا يصيبها الوهن، دائمة النشاط والألق كالأمواج المتلاطمة والمتجددة حولها. أبوظبي.. الحسناء الغافية في أحضان الخليج، المتسربلة بالرقي والجمال، تشهد نهضة ثقافية قلما تجدها في بلد آخر، وبفعل ذلك «الوهج» رسخت مكانتها كوجهة رائدة وعاصمة عالمية لتلاقي الثقافات.. فالوضع على ضفافها مختلف كليا، رؤيتها لا شرقية ولا غربية قوامها العنصر البشري الفعال، والكفاءة والعطاء فقط معيار النجاح.

48 ساعة في «الإمارة الحالمة» كانت كفيلة بالخروج بتلك الانطباعات.. و«ما خفي كان أعظم»، فقد قمنا مؤخرا ضمن وفد إعلامي بجولة في معرض الفنون التشكيلية «إمارات الرؤى 2.. سرد ووعد» والذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون على هامش فعاليات مهرجان أبوظبي بدورته الـ19 تحت شعار «فكر الإمارات: ريادة إبداع.. حرفية إنجاز.. بناء حضارة» احتفاء بمرور 50 عاما على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوثيقا لمنجز التشكيل خلال نصف قرن، خلال الفترة من 21 يناير إلى 16 أبريل المقبل بمنارة السعديات.

وصف الصورةهدى الخميس متحدثة خلال الفعاليات
وصف الصورةالفنانون خليل عبدالواحد وطارق الغصين وسارة المهيري
وصف الصورةمايا الخليل تشرح مضامين إحدى اللوحات


«إمارات الرؤى 2.. سرد ووعد»، كان وراء هذا الشعار قصته التي وقفنا على كنهها عبر جنباته، فعلى مدار 90 يوما، ظل «منارة» ثقافية تضيء جنبات «السعديات»، وتحكي رحلة تطور الفن التشكيلي الإماراتي، وتسلط الضوء على مبادئ الإبداع والتعاون، التي ميزت مسيرة نشوء مشهد التشكيل في الدولة بسلسلة من الندوات الحوارية وورش العمل وعروض الأداء وغيرها من الأنشطة، حيث يشكل وعبر مجموعة من الاعمال المعروضة للمرة الأولى منصة ترصد تاريخ ذلك الفن على مدى نصف قرن بدءا من المؤسسين وصولا إلى الجيل الحالي.

100 عمل

وصف الصورةإبداع في نقل الأفكار للمتلقي


يستكشف المعرض، عبر 100 عمل فني رئيسي، من بينها 15 بتكليف خاص من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أعمال فنانين إماراتيين ومقيمين، في مجالات الرسم والتصوير الفوتوغرافي والأعمال التركيبية ثلاثية الأبعاد والسمعية والمرئية، تغطي أكثر من 60 فنانا تشكيليا.

وصف الصورة جانب من المعرض

 وبمزيد من التألق ترسم الأعمال صورة مؤثرة للمشهد الفني الإماراتي ضمن أرشيف مصمم بعناية من كلمات الفنانين والتذكارات والمقابلات المسجلة والصور الفوتوغرافية، عبر مزج أصوات القيمين الفنيين والعاملين في المجال الثقافي وأصحاب صالات العرض والتشكيليين لتخطي صيغة المعارض التقليدية، وتجسيد روحية ماضي الإمارات وحاضرها بالسرد وتشكيل مستقبلها بوعد بالازدهار الدائم والتطور المستمر.

5 عقود

وصف الصورة أحد الأعمال الفنية في جناح الوطن والذاكرة

 وفي هذا السياق، قالت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي هدى الخميس ان الإبداع الذي يجسده المعرض يتمثل في أكثر من 100 عمل لمبدعي الإمارات الذين يشكلون أساس صرح الإنجازات الحضارية منها 15 تكليفا حصريا تعرض لأول مرة، بمشاركة أكثر من 62 فنانا تشكيليا، مشيرة الى انه يحتفي بمنجز خمسة عقود من الفن التشكيلي في الإمارات، ويروي سردا لا يتوقف.

وذكرت الخميس ان المعرض يأخذنا إلى آفاق نماء وارتقاء مشهد الفنون، طارحا موضوعات عدة بينها «الوطن والذاكرة» حيث تتجلى فكرة الوطن وذكريات الفنان ونشأته استكشافا للمعنى الأوسع للانتماء، و«طبيعة الوطن وناسه» حيث يصبح الوطن الرؤى والمرآة بين الثبات والتحول، وطبائع أهله بين الأصالة والحداثة، أما «ائتلاف واختلاف» فيفتح لنا مساحات التقارب والتعدد، فالمكان يقرب الناس من بعضهم بعلاقات إنسانية على الرغم من اختلاف الثقافات والتوجهات.

وصف الصورة إبداعات فنية

 

وتابعت: يبحث «اللغة والهوية»، في وسائل التواصل التي تمكننا من الحوار وتجعل من التعاون الحضاري أمرا واقعا، وأخيرا يتناول المعرض «التحول الاجتماعي» والتغيير في الأنماط المجتمعية، بما في ذلك الميول والأعراف، والهيكليات الناظمة للزمن والمكان، كما يكرم الفنان الراحل كريستو لفكره الخلاق الذي تحدى المستحيل، ودوره الملهم في صقل مهارات الفنانين الشباب وتفانيه في احتضان المواهب الفنية في الإمارات والعالم، مؤكدة انه يجسد ريادة الإبداع، وحرفية الإنجاز، وبناء الحضارة، فهو جسر العبور إلى خمسين عاما قادمة بطموح لا نهاية له.

وخلال جولتها لتعريف الوفد الإعلامي بمحتويات وأركان المعرض، قالت القيمة الفنية مايا الخليل إن تطويره كان من البداية عملية مقاربات للأشخاص والتاريخ والقصص، فقدمنا من خلاله أسلوب مقاربة للثقافة قائما على أساس المساحة لا الزمن، مع التأكيد أن الفن يتشكل من خلال الأحداث التي قد تكون ساكنة ثم تعود إلى الحراك، لافتة الى أن اهمية العلاقات تتعزز في أماكن نشأتها والناس يفهمون أفكار عالمهم من خلال أنشطتهم، وما يفضي إليه المعرض هو صورة لمجتمع متنوع ومتعدد تم تشكيله من خلال الصداقات والتبادل المعرفي.

النقد التشكيلي

وصف الصورة توظيف الألوان في شرح تفاصيل اللوحات

 ولم تقتصر فعاليات «إمارات الرؤى 2.. سرد ووعد» على عرض الأعمال الفنية والشرح الذي يقدمه القيمين الفنيين حولها، ولكن كان للندوات والمحاضرات نصيب، حيث عقدت ندوة حول الفن التشكيلي في الخليج، تحدث فيها الفنانون خليل عبدالواحد، وسارة الوهيبي، وطارق الغصين، مؤكدين ان دول مجلس التعاون تعاني غياب النقد التشكيلي، والساحة الفنية في أمس الحاجة الى النقاد لتعزيز الحراك ومواكبة التطور العالمي. واعتبروا أن النقد يحتاج إلى نشاط وممارسة وخبرة طويلة، مشيرين الى أن الإمارات تمتلك كوادر ثقافية وفنية مؤهلة وتحتضن عددا من الفعاليات الثقافية مما يجعلها مقرا للفنون العالمية، آملين ان تكون هناك كتابات نقدية في هذا القطاع إلى جانب عملية التوثيق ورفد المكتبة بما ينعكس إيجابا على الحركة التشكيلية عموما.

12 ندوة وورشة

وصف الصورةمن الإرث الوطني الإماراتي
وصف الصورةمن أعمال الفنان عبدالقادر الريس
وصف الصورةأعمال متنوعة ترصد حركة فن التشكيل

شهد المعرض طوال شهر فبراير الماضي حوالي 12 ندوة وورشة عمل منها «ترف شعري.. دروس احترافية تفاعلية» قدمها الفنان وليد الواوي، مستكشفا مفارقات الإنسان في قدرته على استحضار الانتماء من خلال الشعر والفن دون أن يحظى مطلقا برفاهية العيش في وطنه، وايضا فعالية «إعادة إنتاج روائع الرواد المؤسسين» لتعريف الشباب بالفنانين الإماراتيين، وإلهامهم، وجلسة حوارية بعنوان «التعاون والتكاتف.. الإمارات العربية المتحدة كمركز للفنون» قدمها عبدالرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، والفنان محمد إبراهيم، والأديبة والمخرجة نجوم الغانم، حول الأنماط الجديدة من العمل والتفكير، إضافة إلى بحث النتائج الإبداعية للسياقات الصعبة أو الاكتشافات الفنية الجديدة. كما شمل المعرض ورش عمل تفاعلية تسلط الضوء على استخدام التزيين للتواصل خارج نطاق الكلمات واللغة التقليدية، وأيضا تنظيم صفوف عبر الإنترنت بعنوان «درس في الفن والإبداع»، لأطفال المدارس كفرصة متفردة للتعرف على تاريخ الفن التشكيلي.

إصداران قيمان

وصف الصورة
من أعمال الفنانة سارة المهيري


وضمن رؤيتها الهادفة لتوثيق منجز الفن الإماراتي ونقله للأجيال القادمة أطلقت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، كتابي «إمارات الرؤى 2» و«الفن في الإمارات 2»، اتساقا مع ما تشهده الدولة من نهضة لا محدودة في صناعة الفكر والإبداع، وأهمية الثقافة والفنون والنشر في نهضة المجتمعات وحياة الشعوب. ويضم «إمارات الرؤى 2» توثيقا لأكثر من 100 عمل فني بارز، منها 17 تكليفا خاصا ساهمت في رسم المشهد الفني من خلال الرسم والتصوير والأعمال التركيبية ثلاثية الأبعاد، كما يسرد قصص الفنانين من خلال تقديم لمحة عن حياتهم مما يمثل أرشيفا يضم كلماتهم وحواراتهم، ومقابلاتهم المسجلة وغيرها من التذكارات، كما يقدم الكتاب الأعمال الفنية في صورة نابضة، مرفقة بوصف بأقلام قيمين فنيين، وكتاب، الى جانب معلومات حول ابرز التشكيليين في الإمارات، لتعريف القراء بالمعرض والتاريخ الفني الزاخر للبلاد. كما يقتفي «الفن في الإمارات 2»، الازدهار غير المسبوق للفن الإماراتي، وتروى هذه القصة من خلال مقابلات وجلسات حوارية ومقالات تحمل توقيع بناة مشهد الفن التشكيلي الإماراتي والمؤسسين الأوائل للبنية التحتية الفنية ومنهم رئيس دائرة الثقافة والسياحة ومدير متحف اللوفر بأبوظبي محمد المبارك بالإضافة إلى أبرز الفنانين المعاصرين في الإمارات. ويعد الكتاب الذي قامت بتحريره الكاتبة والمراسلة الفنية لدى «ذا ناشيونال» والصحافية الإماراتية ميليسا جرونلوند حوارا غير مسبوق مع السواعد التي تبني تاريخ الفن المعاصر في الإمارات.

وصف الصورة
وصف الصورة
وصف الصورةكتاب الفن في الإمارات

احتفاء بالشعر في يومه العالمي

وصف الصورة الشعراء شوقي بزيع وسامح كعوش وكريم معتوق وأمل السهلاوي

 في خضم الزخم الفني وتعددية الأعمال التشكيلية المشاركة، الا ان الذائقة الشعرية ووهج الكلمة كانا حاضرين ضمن فعاليات المعرض، لتزلزل القصائد أرجاءالسعديات في جلسة نقاشية ثرية سلطت الضوء على الشعر ومكانته في حياة المجتمعات، احتفاء بيومه العالمي، بمشاركة الشعراء شوقي بزيع من لبنان، وكريم معتوق من الإمارات، وسامح كعوش من فلسطين، وقدمتها الشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي، حيث ناقشت معنى «الشعر ديوان العرب» والعلاقة بين الشعراء وبيئاتهم الاجتماعية والثقافية، واستخدام القصائد لنقل الإحساس بالهوية، وأهمية الشعر في تعريف الفرد بالتاريخ والثقافات. وخلال كلمتها في الاحتفال، أكدت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي هدى الخميس على ان الشعر تعبير خلاق عن الهوية الثقافية واللغوية معا، ووعاء للقيم الإنسانية التي تتقاسمها الشعوب، محولا كلمات القصائد الفريدة إلى حافز كبير للحوار والسلام، مشيرة الى الحفاظ على الإرث الشعري عبر مبادرة «رواق الأدب والكتاب»، مضيفة: «بين موسيقى الكلمات والآلات، يأبى الشعر إلا أن يحضر في مساحاتنا، وهو ديوان العرب، وسجل حياتهم، وكتاب مآثرهم ونأبى إلا أن نعمل مخلصين من أجل نهضة حقيقية طموحها لا حدود لها، استمرارا لحضارة تبنى بسواعد أبنائها في حضرة الشعر، بيت العلوم، وموطن الفكر، وملاذ النفس».

Advertisements
Advertisements