- سيف الحموري - الكويت - السبت 26 فبراير 2022 08:32 مساءً - مظاهر الفرحة في يوم التحرير عمت كل مكان داخل البلاد وكنا على يقين بوعد الله تعالى
- نشر القيم الأصيلة والأخلاق الحميدة وترك العادات الدخيلة والأخلاق السيئة والأفعال المشينة
ليلى الشافعي
أكد الداعيتان الشيخ جاسم المسباح والشيخ يحيى العقيلي لـ «الأنباء» ضرورة شكر الله عز وجل على النعم الكثيرة ومنها تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، وتوحيد الكلمة والتكاتف والتمسك بالوحدة الوطنية.
حول يوم تحرير الكويت قال الشيخ جاسم المسباح: كنت على يقين وأمل في الله عز وجل أن الكويت سيتم تحريرها من أول يوم للغزو، وبدأت الحرب الجوية ثم آخر 4 أيام قبل تحرير الكويت بدأت الحرب البرية وكنت وقتها أمام مسجد مقابل بيتي وكنت أشعر بشيء غير طبيعي حولي، حيث بدأت القوات العراقية تجمع الناس من المساجد، وكنا نجلس جميعا حول المذياع من محطة إلى محطة حتى جاءنا الخبر السعيد بتحرير الكويت وسجدنا لله سبحانه وتعالى أنا وأهل بيتي وعمتي التي كانت معنا ولديها 5 أولاد، 3 منهم عسكريون أخذوا منهم واحدا من المقاومة وأسروه، وكان ذلك أثناء الحرب الجوية.
وأضاف المسباح: يوم التحرير الفرحة عمت كل مكان والناس كانت في الشوارع والمساجد والبيوت تهلل وتحمد وتكبر الله تعالى، ومظاهر الفرحة لا توصف، وكنا على يقين بوعد الله تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)، وببركة صدقات وخيرات أهل الكويت تم تحرير الكويت في وقت لم يحدث في أي بلد في العالم وهو 7 أشهر، قال النبي ژ: «الصدقة تقي مصارع السوء»، ورأينا آية الله عز وجل أن سخر لنا أمم العالم من مسلمين وغير مسلمين هبوا لإنقاذ الكويت من هذا الغازي المغتصب، هذه الآية تستحق الشكر، وأذكر نفسي وأهلي وأهل الكويت بهذه النعمة والله أمرنا إذا أتتنا النعمة فلا تزدرى، ويجب أن نشكرها وأن نعود إلى ديننا.
وتابع: هؤلاء الذين يدعون الدعوات غير الإسلامية فليحذروا ويعلموا أن الله سخر لنا هؤلاء ولكن تحرير الكويت بفضل الله ونعمه التي يجب أن نشكر الله عليها، وبهذه المناسبة أرفع أسمى التهاني لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بهذه المناسبة التي من الله علينا بها وهي تحرير الكويت فما أحوجنا الى توحيد الكلمة والتكاتف والتمسك بوحدتنا الوطنية.
شكر الله
بدوره، قال الشيخ يحيى العقيلي: تعيش بلادنا ذكرياتها الوطنية، وخير ما نتذكره بهذه المناسبة هو عبادة الشكر لله تعالى على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة علينا، بانكشاف الغمة وزوال الكربة ورسوخ الأمن والأمان، بفضله سبحانه وتعالى، فله الحمد والشكر عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون) (26 الأنفال)، فاتقوا الله تعالى عباد الله حق التقوى واشكروه على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة كما أمر سبحانه وقال: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)، كم لله علينا من نعمة ومنة (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم).
ولفت العقيلي إلى ان حقيقة الشكر هو اعتراف العبد وإقراره بعظيم فضل الله تعالى المنعم وعظيم آلائه، جل جلاله، فيعترف بقلبه ويثني بلسانه ويعمل بجوارحه بطاعة الله، ولا يستعين بشيء من تلك النعم على معاصي الله، وشكر النعم منافعه في الدارين للشاكر، أما الغفلة عن الشكر فضررها على الغافل، قال الله تعالى: (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد) (لقمان: 12).
وزاد: من تدبر كتاب الله وسنة محمد ژ رأى للشكر تلك المزايا والخصائص، فقد قرن الله تعالى الشكر بالإيمان وجعله سببا للأمن ودفع البلايا فقال: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم)، وشكرك لربك يا عبد الله سبب لرضاه عنك قال تعالى: (وإن تشكروا يرضه لكم)، وفي الحديث: «إن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها»، وأكد أن شكر النعم هو دأب أنبياء الله والمرسلين، قال تعالى عن نوح گ: (ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا)، وقال عن خليله إبراهيم گ: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم)، وكان ژ أعظم الناس شكرا لله وتعظيما لنعمه، قام الليل حتى تفطرت قدماه، فقيل له إنك عبد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال: «ألا أكون عبدا شكورا»، وشكر الله هو نعمة يمن بها على من يشاء من عباده، فيكون من الشاكرين: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي) (الأحقاف: 15).
وقال تعالى: (اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور) (13سبأ).
وأردف: قال داود گ: يا رب، كيف أشكرك، والشكر نعمة منك؟ قال: «الآن شكرتني حين علمت أن النعمة مني».
ولما تنكر قوم سبأ لنعم الله وجحدوها ولم يشكروها، وقابلوها بالعصيان، سلبها الله منهم، وأذاقهم ألوانا من العذاب بسبب ذلك».. (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور) (سبأ: 15- 17)، فقيدوا رحمكم الله نعم الله واستزيدوا منها بشكرها كما أخبرنا ربنا جل وعلا (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) (إبراهيم:7)، واحذر يا من تعصي الله أنك إذا رأيت ربك يوالي عليك نعمه وأنت تعصيه، فاحذر من قوله تعالى: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين) (الأعراف: 182-183). قال سفيان -رحمه الله-: «يسبغ عليهم النعم ويمنعهم الشكر»، وفقنا الله لرضاه وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
ودعا معاشر المؤمنين قائلا: اعلموا أثابكم الله أن الشكر لله تعالى يكون على مستويين: فردي بين العبد وربه وفي خاصة نفسه، وجماعي على مستوى المجتمع والدولة، فلتكن هذه المناسبات الوطنية فرصة لنجدد جميعا الشكر لله تعالى على فضله وكرمه، إقرارا بفضله بقلوبنا، وأن تلهج بشكره ألسنتنا، وأن تستقيم على طاعته جوارحنا وأحوالنا، وذلك بأن يسود في مجتمعنا المعروف، وأن ينهى فيه عن المنكر، وأن تنتشر القيم الأصيلة والأخلاق الحميدة والعادات المحمودة، وأن تضمحل العادات الدخيلة والأخلاق السيئة والأفعال المشينة، والتشبه والتقليد للغرب والشرق في سلوكياتهم الغريبة والمستنكرة، وأن نأخذ على أيدي أولئك الذين يريدون نشر الفساد وإبعاد المجتمع عن دينه وقيمه، بهذا عباد الله نحقق الشكر لله تعالى كما يحب ربنا ويرضى، وبهذا نستجلب المزيد من الأمن والأمان والنعم كما وعد ربنا جل وعلا (ولئن شكرتم لأزيدنكم).