باسل النجار - القاهرة - السبت 2 ديسمبر 2023 04:03 مساءً - هل تُغّير المقاومة الفلسطينية موازين الحرب؟..
كشفت مصادر مقربة من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) عن «امتلاك الحركة منظومة دفاع جوي»، الأمر الذي دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى اتخاذ احتياطيات خلال عملية التحليق فوق غزة، بالتزامن مع استئناف العدوان على القطاع (أمس الجمعة) بعد دقائق من انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة التي استمرت لأسبوع واحد فقط.
وقالت المصادر، في تصريح خاص لـ«خليجيون» اليوم السبت، إن التجربة «لا تزال في مراحلها الأولى وتحت التطوير، الأمر الذي دفع قوات الاحتلال لأخذ الاحتياطات وتحليق مقاتلاته بارتفاع عالية تحسبًا من إسقاطها بصواريخ المقاومة».
ونشرت «حماس»، في التاسع من أكتوبر الماضي، فيديو قالت إنه «لمنظومة صواريخ دفاع جوي «متبر1»، لاستهداف الطيران الإسرائيلي، ولم يظهر الفيديو أي عملية استهداف لمقاتلة إسرائيلية.
ورغم ذلك، تباينت آراء مراقبين ومحللين عسكريين حول قدرة حركة «حماس» على امتلاك منظومة الدفاع الجوي أو مقومات صناعتها، بين مؤكد لوجود ذلك السلاح في غزة ومستبعد لمثل هذه الخطوة، نظرًا لعدم ظهورها في الحرب.
ماذا يعني امتلاك حماس منظومة الدفاع الجوي؟
ويقول أشرف النبهان المحلل السياسي الفلسطيني، في تصريح إلى «خليجيون» إنه «في حال تمكنت المقاومة الفلسطينية من تعطيل طائرات الاحتلال عبر تصنيع منظومات الدفاع الجوي، فهو يعني أنها ستتمكن مستقبلا من السيطرة والتقدم لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى الأقل في غلاف غزة».
في المقابل، أفادت تقارير صحفية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتمد في قصفه على مقاتلات «إف 16»، بالإضافة إلى الطائرات المُسيرة «هيرمس 450»، التي تعمل على حمل صواريخ يبلغ حجمها 150 كجم، حسب موقع «إنترسبت» الأميركي. الذي يشير إلى أن منظومة الدفاع الجوي ربما تصعب المواجهة على الاحتلال، خاصة أن المواجهات المباشرة بين حماس وقوات الاحتلال يحقق فيها مقاتلو المقاومة مكاسب -حسب قوله-.
ومنذ عام 2007 توفر «حماس» سلاحها عبر وسليلتين، وفقما يوضح النبهان لـ«خليجيون»، أن «الأولى عبر تصنيعها المحلي بقدرات ذاتية، سواء العبوات الناسفة أو الصواريخ أو قذائف الهاون، أو مضادات الدروع كقذائف الياسين التي لعبت دورا كبيرا في تدمير آليات الاحتلال ودباباته في معركة طوفان الأقصى».
أما عن وسيلة التسليح الثانية، يؤكد المحلل الفلسطيني، أن «المقاومة الفلسطينية في غزة لجأت إلى استقدام السلاح عبر تهريبه بالإمكانات المتاحة على الرغم من الحصار وإغلاق معبر رفح».
الغارات الجوية كشفت غياب منظومة الدفاع الجوي
في المقابل، يستبعد الخبير العسكري المصري اللواء أركان حرب سمير فرج احتمال امتلاك حماس منظومة دفاع جوي، لافتًا إلى أن الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على غزة كشفت غياب تلك المنظومة عن قدرات حماس العسكرية.
ويقول فرج، في تصريح لـ«خليجيون»، إن «حماس لا تملك حاليًا منظومة دفاع جوي، وأمامها وقت كبير كي تمتلك مثل ذلك السلاح الذي يحتاج قد يمتد إلى سنوات مقبلة»، مشيرا إلى أن الفيديو الذي نشرته حماس عن امتلاكها منظومة دفاع جوي مجرد دعايا إعلامية فارغة.
ويضيف أن «منظومة الدفاع الجوي، لا تصنع بطرق بدائية مثل القنابل والقذائف والعبوات الناسفة، لكنها تحتاج إلى مصانع حربية وأجهزة متطورة تواكب حركة المقاتلات المعادية والتي تحلق بارتفاعات».
ويرى الخبير العسكري المصري أن «هدف إسرائيل والقوى المؤيدة لها للتخلص من حماس عاجلاً أو آجلاً»، مشيرا إلى أنَّ «مخزون السلاح لدى حماس لن يصمد أمام الحرب الدائرة مع الاحتلال الإسرائيلي لشهورة مقبلة»، مرجحا أن يكون «رهان الرئيس الأميركي جو بايدن هو اقتلاع قوة حماس من قطاع غزة قبل الانتخابات الأميركية المقبلة».
وتجدد القتال والقصف بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركات المقاومة الفلسطينية في أنحاء قطاع غزة منذ صباح اليوم السبت، فور انقضاء مدة الهدنة التي استمرت أسبوعًا بين حماس وإسرائيل، إذ تواصل القوات الإسرائيلية قصفها على القطاع.