شهد قطاع النفط في بولندا تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، تمثلت بالإعلان عن اكتشاف بئر نفط عملاق يحتوي على احتياطي يبلغ نحو 22 مليون طن من النفط الخام، ونحو 5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي التجاري، ويعد هذا الاكتشاف العملاق هو الأكبر من نوعه في تاريخ بولندا، ومن شأنه أن يسهم في تعزيز الاحتياطي النفطي لبولندا ويجعلها تنافس أمريكا والسعودية وروسيا على لقب أكبر مصدري النفط والغاز في العالم.

سكان هذه الدولة الصغيرة يكتشفون أنهم يعيشون فوق أكبر بئر نفط في العالم.. احتياطياته تفوق ما تنتجه جميع آبار أرامكو السعودية

رغم تراجع إنتاج النفط في بولندا خلال الأعوام الماضية، بعد أن كانت تصنف كأكبر منتج للهيدروكربون القرن التاسع عشر، إلا أن عامي 2024، و 2025، يبدو أنهما سوف يكونا فاتحة خير لبولندا وتستعيد فيهما أمجادها في إنتاج النفط والغاز، فقد أعلنت شركة الطاقة البولندية "أورلين"، في نهاية العام الماضي 2024، اكتشاف حقل نفط عملاق يقدر احتياطيه بنحو 100 ألف طن من النفط، ووصف هذا الاكتشاف بأنه الأكبر خلال العقديين الماضيين.

أما في عام 2025، فقد كانت المفاجأة الكبرى، حيث أعلنت شركة النفط الأوروبية الوسطى (Central European Petroleum – CEP)، اكتشاف بئر نفط عملاق هو الأكبر في تاريخ بولندا، يحتوي على نحو 22 مليون طن من النفط الخام القابل للاستخراج، ونحو 5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي التجاري. 

وأوضحت الشركة إن البئر الجديد الذي أطلق عليه اسم (WE1)، قد تم اكتشافه قبالة سواحل بحر البلطيق في شمال غرب البلاد، بالقرب من مدينة Świnoujście الساحلية، وعلى بُعد نحو 6 كيلومترات منها.

احتياطيات البئر الجديد

اوضحت شركة النفط الأوروبية الوسطى، في بيان نشرته شبكة Euronews، أن البئر الجديد الذي تم اكتشافه، يحتوي على احتياطيات ضخمة، وهي كالآتي:

- نحو 22 مليون طن من النفط الخام القابل للاستخراج.

- 5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي التجاري.

- كميات ضخمة من مكثفات الغاز الطبيعي (condensate).

كيف تم اكتشاف بئر النفط الجديد (WE1) في بولندا؟

أوضحت شركة CEP التي تدير المشروع، إن أعمال الحفر تم في المنطقة الواقعة ضمن مياه يبلغ عمقها 9.5 أمتار، باستخدام منصة حفر بحرية (jack-up platform)، حيث تم الوصول إلى عمق رأسي بلغ 2,715 متراً.

ولم يقتصر الاكتشاف على الاحتياطي النفطي في بئر (WE1)، فقط، فقد تم اكتشاف كميات ضخمة من الهيدروكربونات في المنطقة الأوسع المحيطة بالبئر، والتي تغطي مساحة 593 كيلومتراً مربعاً، حيث تشير التقديرات بأنها تحتوي على أكثر من 33 مليون طن من النفط والمكثفات، ونحو 27 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يجعل هذا الاكتشاف من بين أكبر اكتشافات الهيدروكربونات التقليدية في أوروبا خلال السنوات العشر الأخيرة.

أهمية الاكتشاف النفطي الجديد لبولندا

اكتشاف البئر الجديد (WE1)، يمثل أهمية كبيرة لبولندا، كونه جاء في ظل التراجع العالمي في موارد النفط والغاز التقليدية، كما أن الكمية الضخمة التي يحتويها من النفط الخام، تفوق أكثر من ضعف احتياطي بولندا الحالي من النفط، والذي كان يُقدَّر بنحو 20.2 مليون طن حتى عام 2023.

ومن المتوقع أن يسهم البئر الجديد في تغطية الاحتياج المحلي للنفط في بولندا وتقليل فاتورة الاستيراد التي، حيث استوردت بولندا 45% من النفط الذي استهلكته في عام 2023، من المملكة العربية السعودية.

هل يعتمد اقتصاد بولندا على النفط والغاز؟

رغم أن اقتصاد بولندا يعد سادس أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، والأكبر بين أعضاء الكتلة الشرقية السابقة في الاتحاد الأوروبي، إلا أنه لا يعتمد على النفط والغاز، لكنه يعتمد على الصناعة والزراعة، حيث تساهم الصناعة بنصف الدخل القومي للبلاد، أما الزراعة فتعد هي أيضًا من أقوى الموارد الاقتصادية في بولندا، ويعمل فيها حوالي 32% من السكان، ويمتلك المزارعون 87% من الأراضي الزراعية، وتنتج 84% من الإنتاج الزراعي.

ومنذ عام 1990، انتهجت بولندا سياسة التحرير الاقتصادي وكان اقتصادها الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي تجنب الركود خلال فترة الأزمة المالية 2007-2008.