باسل النجار - القاهرة - الأحد 28 سبتمبر 2025 10:27 صباحاً - في تطور علمي واعد، نجح باحثون من مركز نيويورك لانغون لأبحاث الألم في ابتكار مقاربة جديدة لتخفيف الألم عبر استهداف مستقبل محدد في الأعصاب، ما يفتح الباب أمام أدوية لا تعطل الالتهاب الطبيعي الضروري للشفاء.
عادةً ما يلجأ المرضى إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لعلاج الصداع، آلام المفاصل، الالتواءات، وآلام الدورة الشهرية، لكنها تعمل على منع مستقبلات COX-1 وCOX-2 المسؤولة عن إنتاج "البروستاغلاندين" في أنسجة الجسم، مما يقلل الألم والالتهاب معاً. ورغم فعاليتها، فإن هذا التثبيط الشامل قد يبطئ تعافي الأنسجة ويزيد من مخاطر مشكلات الجهاز الهضمي والكلى.
الدراسة الجديدة ركزت على بروستاغلاندين E2 (PGE2) داخل خلايا Schwann، وهي خلايا رئيسية في الجهاز العصبي المحيطي، وتلعب دوراً محورياً في إشارات الألم، خاصة في حالات مثل الصداع النصفي. ووجد الباحثون أن PGE2 تنشط أربعة مستقبلات، لكن مستقبل EP2 تحديداً هو المسؤول عن الإحساس بالألم، في حين يساهم مستقبل EP4 في الاستجابة الالتهابية.
باستخدام أدوية تجريبية على الفئران تستهدف EP2 فقط، نجح الفريق في حجب إشارات الألم مع الإبقاء على الالتهاب الطبيعي الضروري لعملية الشفاء.
ويقول الدكتور بيير أنجيلو جيبيتي، الباحث الرئيسي: "الالتهاب ضروري لترميم الأنسجة واستعادة وظائف الجسم. هدفنا كان عزل آلية الألم عن آلية الالتهاب، ونجحنا في تحقيق ذلك".
هذه النتائج تعني إمكانية تطوير علاجات موضعية أو دوائية أكثر أماناً للألم المزمن، مع تقليل الاعتماد على مضادات الالتهاب التقليدية وما تسببه من آثار جانبية طويلة الأمد مثل تهيج المعدة وضعف الكلى.
ورغم أن الأدوية المستخدمة ما زالت في المرحلة التجريبية ولم يُعلن عن موعد طرحها، فإن مثبطات مستقبل EP2 الانتقائية تمثل خطوة مهمة نحو ثورة علاجية تفصل بين الألم والالتهاب، ما قد يحسن حياة ملايين المرضى حول العالم.
للمزيد تابع
الخليج 24 على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك