الارشيف / العالم العربي / اخبار السودان

بعد قمةالرياض العالم يتشكل:هل يدرك السودان مصالحه ام يرضخ للضغوط

الأحد 18 ديسمبر 2022 12:07 مساءً - الخرطوم في 17-12-2022(سونا)- تقرير ابراهيم موسى / اعادت القمة العربية الصينية الاولى التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض في التاسع من الشهر الجاري السودان من بعيد الى دائرة الاهتمام من جديد وذلك كونه بوابة الصين للدول العربية ويمتلك ساحل على البحر الاحمر بطول 750 كلم جعله محور اهتمام  اقليمي ودولي.

ويرى الخبراء أن قمة الرياض تشكل محطة هامة ضمن سياق عملي يسعى للخروج من هيمنة القطب الواحد إلى عالم متعدد الاقطاب بدأت تتجلى ملامحه في أكثر من منطقة.

 وقد بات واضحا لكثير من الناس ان الصين تسعى بتخطيط محكم لتجاوز الولايات المتحدة والتربع على عرش أكبر اقتصاد عالمي في عام 2030، وبالتالي فهي بحاجة إلى شراكة استراتيجية مع الوطن العربي المتحكم بحكم موقعه في أهم طرق ومعابر التجارة العالمية بين الشرق الأقصى واوروبا.

تكتسب مشاركة السودان في القمة ولقاءات رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان على هامش قمم الرياض الثلاث برئيس جمهورية الصين الشعبية شين جين بينغ وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان اهمية خاصة للشراكة الاستراتيجية مع هذه الاطراف.  

وفي تعليقه على انعقاد القمم الثلاث (السعودية الصينية والخليجية الصينية والعرية الصينية) بالعاصمة السعودية الرياض، اوضح الدكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي ان انعقاد القمم يشكل اهمية كبيرة جدا باعتبار ان الصين لها مشروعات كبيرة مثل طريق التجارة الذي يجوب العالم ويمر بالمنطقة العربية كمنطقة استراتيجية في تقوية العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والخليجية والسعودية بحكم تعاملاتها الكبيرة في مجال النفط مع الصين.

وبالمقابل بين النايران السودان يعتبر بوابة الصين لافريقيا ويمتلك ساحل بطول 750 كلم على البحر الاحمر جعله محور اهتمام كثير من الدول.

وقال ان الدول العربية والخليجية والسعودية والسودان يستفيدون من الصين ولكن شكل الفائدة ستكون متبادلة بين الصين وهذه الاطراف.

وأبان أن التعاون الصيني مع الدول العربية والخليجية والسعودية ياتي فى اطار السباق الدولي يين امريكا وأوربا من جهة وبين الصين وروسيا من جهة اخري، مشيرا الى تفوق النموذج الصيني في هذا المجال لاعتماده على اعلاء المصالح واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بينما يقوم النموذج الغربي على التدخل في الشؤون الداخلية للدول والمساس بسيادتها وبالتالى لن ينجح لا فريقيا او المنطقة العربية ، لافتا الى ان مخرجات القمة الامريكية الافريقية لن تنجح الا اذا غيرت امريكا سياساتها وعقليتها بعدم التدخل فعندها يمكنها أن تنافس وذا لم تفعل ذلك فلن تنافس.

وقال الناير" إن العالم يتشكل من جديد وهناك نظام اقتصادي عالمي بعد الحرب الروسية الاوكرانية وسيصبح هناك قطبين او اقطاب متعددة"، وتابع قائلا" يجب على السودان النظر الى مصالحه ولا يستجيب لاي ضغوط".

وحول لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بالرئيس الصيني شين جين بينغ اشار الى جملة نقاط تناولها اللقاء منها الوعد بالنظر في مسالة الديون وعودة الاستثمارات الصينية في المرحلة المقبلة.

كما اشار الى ان لقاء البرهان بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بانه ياتي فى اطار توجه دول الخليج للاستثمار في السودان لتأمين الغذاء العربي باعتبار ان الحرب الروسية الاوكرانية كشفت تعقيدات استيراد الغذاء من اماكن بعيدة وهو امر يؤكده اللقاء وانعقاد مجلس الوحدة العربية الاقتصادية بالخرطوم.

فيما اعتبر المحلل السياسي الدكتور حسين النعيم مشاركة السودان في قمة الرياض العربية الصينية الأولي ستكون في صالح الاستثمارات ودفع وتعزيز جهود السودان في التنمية والاستقرار.

وقال إن السودان سيستفيد من اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الصين والعرب ومذكرات التفاهم التي وقعها مع عدد من الاقطار العربية وخاصة تنفيذ مبادرة السودان للأمن الغذائي واقامة شراكات جديدة لتوفير الغذاء.

وأكد أن السودان يعد دولة  محورية ومهمة في العلاقات العربية الصينية ويعتبر بوابة الصين للبلاد العربية، حيث  وقع السودان على مذكرة الانضمام لمبادرة الحزام والطريق في العام 2017 بما يؤكد ان السودان  يلعب دورا اساسيا ومحوريا لاستفادة الدول العربية من المبادرة لوجود الموانيء ولوجود العديد من المشروعات السودانية المدرسة والتي تمثل دفعة لهذا التعاون.

ويتفق النعيم مع الناير في اهمية ان ينظر السودان الى مصالحه وعدم الالتفات الى الضغوط  في اعقاب هذه المتغيرات الاقليمية والدولية التي  ستوفر عليه فرصا متعددة لتدفق الاستثمارات في مجالات الزراعة والنقل والثروة الحيوانية والتصنيع.

اما رئيس جمعية الصداقة السودانية، الصينية السفير علي يوسف فيقول هناك مجموعة مسائل يبحث عنها السودان ويسعى لتحقيقها عبر القمة الصينية العربية من بينها قضية الأمن الغذائي التي يكاد يعول عليها عربيا على السودان في سد نقص حجم الغذاء.

واوضح ان قضية الطاقة تعتبر واحدة من الملفات التي يحتاجها السودان لتطوير قدراته فيها، مشيرآ إلى أهمية الاستفادة من المتغيرات السياسية التي ولدت واقع جديد من التحالفات في العالم منها محاولة(الصين) الحفاظ على مكاسبها في منطقة الخليج العربي والقرن الأفريقي.

ويجمع المراقبون ان هناك جملة متغيرات ستظهر الى السطح في اعقاب السباق الدولي والحركة الدؤوبة نحو التكتلات والاحلاف الاقتصادية والسياسية والثقافية،الامر الذي يحتم على السودان ضرورة الالتفات الى مصالحة وترك الضغوطات خلفه للدخول للمستقبل.

Advertisements
Advertisements