باسل النجار - القاهرة - السبت 27 أبريل 2024 03:42 مساءً - في وسط ما تعانيه السودان من حروب بين الجيش وقوات الدعم السريع، يخرج من رحم المعاناة فيلم يلفت أنظار العالم له، لما يعانيه الشعب السوداني من نزاع دامي متواصل في بلادهم.
السينما السودانية تسعى الى لفت الأنظار للحرب المنسية
وشارك المخرج السوداني محمد كردفاني صاحب فيلم «وداعا جوليا»، والذي أنتج العام الماضي كأول فيلم سوداني يشارك بمهرجان كان السينمائي، وهذا واحد من مجموعة أفلام سودانية شاركت هذا العام في النسخة الثامنة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.
ومنها فيلم «طوبة لهنّ» للمخرجة السودانية رزان محمد، وهو فيلم يسلط الضوء على نساء نزحن من معسكر للاجئين في العام 2003، عندما اندلعت الحرب في إقليم دارفور في غرب البلاد.
وأيضا فيلم «نساء الحرب» للمخرج السوداني القدال حسن، الذي يتحدث عن قضية النساء في مناطق الصراع وما تعانيه في ولاية النيل الأزرق في جنوب البلاد، وتأثير هذه الحروب على ذاكرتهم وعلى حياتهم المعنوية والنفسية.
مشاركة أفلام سودانية قصيرة في مهرجان أسوان
وعبرت إيمان يوسف ممثلة ومطربة سودانية عن سعادتها في التواجد بالنسخة الثامنة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة الذي أقيم الأسبوع الماضي في محافظة أسوان في أقصى جنوب مصر، وشاركت فيه خمسة أفلام سودانية قصيرة.
قالت يوسف، بطلة فيلم وداعا جوليا لوكالة فرانس برس، «حاليا، هذه هي الفترة المناسبة التي يمكننا أن نعبّر فيها عن أنفسنا وعن القضايا المسكوت عنها، نستطيع أن ننتج ولو إنتاجا بسيطا».
وأكملت يوسف قائلة: «الحروب والأزمات تتعبنا نفسيا، لكن تعطينا درجة من الإصرار لمواصلة أحلامنا وإبراز الأفكار».
وختمت حديثها: «الحرب الحالية جعلت السودانيين في حالة نفسية مضطربة، لكن لا حل آخر غير أن نستمر في تطليع الأفكار».
الحرب في السودان
فعلى مدار أعوام عانت السودان من مجموعة من الحروب والانقسامات التي أدت إلى سقوط آلاف الضحايا، كما أدت إلى وجود مجاعة بين سكان هذه البلد، ودمرت البنية التحتية وأصبحت متهالكة، وليس هذا فقط بل تسببت في تشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص.
وعلى الرغم من هذه الأزمات إلى أن السينما السودانية تحاول الصمود ضد القيود التي تفرض عليها، من قمع سياسي وقيود دينية، فقالت يوسف معبرة: «هناك اليوم قدر من الحرية لم تكن موجودة من قبل، لم تكن ثورة سياسية فقط، بل ثورة في الأفكار والأخلاق والوعي».
وتتابع «هذه هي الفترة التي يفترض أن تُخلق فيها الأفكار من الشباب السوداني الذي كان يشعر بقيود من قبل».
ستموت في العشرين أول فيلم سوداني في الأوسكار
وتم إنتاج فيلم ستموت في العشرين وهو أول فيلم سوداني يُرشح إلى جوائز الأوسكار، للمخرج أمجد أبو العلاء، بعد توقف دام 20 عام من إنتاج الأفلام الروائية الطويلة.
وتدور أحداث الفيلم حول شاب تقول النبوءة من أحد الدراويش الصوفيين، أنه سيموت في عمر العشرين، فحاول أن يقي أيامه في ترقب وقلق، حتي يحدث أشياء تغير تماما من حياته، فيلتقي بمخرج مغامر في قريته تستعرض معه تجاربه في الحياة.
وجاء بعدها فيلم وداع جوليا ليحكي قصة انفصال السودان وجنوب السودان في عام 2011، وحقق نجاح كبير في دور العرض العالمية والعربية، ومن أبرزها مصر.
أقرا أيضا: مشهد مرعب من كاميرا هاتف لإعصار قوي يضرب أميركا