الخميس 7 نوفمبر 2024 07:24 صباحاً - رحلة إلى أكثر بقاع الأرض برودة
تُعَدُّ منطقة أويمياكون في سيبيريا، روسيا، واحدة من أبرد الأماكن في العالم، حيث تصل درجات الحرارة فيها إلى مستويات غير مسبوقة. يعيش سكان هذه القرية الصغيرة في ظل ظروف قاسية تتطلب الكثير من التحمل والتكيف مع البيئة الباردة بشكل دائم.
ما الذي يجعل أويمياكون باردة إلى هذا الحد؟
تقع أويمياكون في منطقة القطب الشمالي وهي تتميز بمناخ قاري متطرف. تعزز الجبال المحيطة من تأثير الرياح القطبية التي تجلب البرودة القاسية. ولهذا السبب، تصبح درجات الحرارة في أويمياكون شديدة الانخفاض، وقد سُجّلت فيها أدنى درجة حرارة على الأرض لأحد الأماكن المأهولة بالإنسان، وهي حوالي -71.2 درجة مئوية.
الحياة اليومية في الظلام والبرد
التكيف مع درجات الحرارة المتجمدة يعد من متطلبات الحياة الأساسية لسكان أويمياكون. يعتمد السكان بشكل كبير على الموارد المحلية، وكذلك على تقنيات العزل الخاصة بالمنازل للتدفئة. هناك تفانٍ في ارتداء الملابس الدافئة والتي تضم عدة طبقات لحماية الجسم من التجمّد.
- التدفئة: تعتمد المنازل على حرق الأخشاب والفحم كوسائل رئيسة للتدفئة.
- المواصلات: يُعَدُّ غطاء الجليد السميك من التحديات الكبرى، مما يجعل استخدام السيارات صعباً للغاية، ويتم التنقل بواسطة المركبات الخاصة بالتزلج أو السيران.
- الطعام: يعتمد سكان أويمياكون على اللحوم المُجَمَّدة والأسماك التي يتم صيدها خلال فترات الحرارة الأعلى نسبياً.
السياحة في أويمياكون
على الرغم من قسوة الطقس، تُعَدُّ أويمياكون وجهة مثيرة للسياح الشغوفين بالعجائب المناخية. يمكن للزوار تجربة بعض الأنشطة بينما يرتدون الملابس الواقية الثقيلة، مثل صيد الأسماك على الجليد، أو زيارة الحمامات الساخنة الطبيعية التي توفر لحظة من الدفء والاسترخاء.
ختامًا، تُشكّل أويمياكون محطة فريدة من نوعها في تجارب السفر، تحمل معها قصصًا عن التحدي والقدرة البشرية على التأقلم مع أكثر الظروف المناخية تطرفًا. تظل هذه المنطقة شاهدًا على عظمة الطبيعة وعلى قسوتها التي تُدّرس فيها مجالات علمية كالفيزياء والجيولوجيا وحتى العلوم الاجتماعية المتعلقة بعلم الإنسان.