باسل النجار - القاهرة - السبت 3 فبراير 2024 03:42 مساءً - أثارت الفنانة الشعبية الليبية فاطمة الطرابلسية المعروفة بـ«الحمصة»، جدلاً واسعًا بين الليبيين على الشبكات الاجتماعية وذلك على خلفية كلمات أغنية اعتبرها كثيرون «خادشة للحياء».
في البداية، انتشر مقطع من أغنية تؤديها الفنانة «الحمصة» بأحد الأعراس تتضمن كلمات اعتبرها البعض «خادشة للحياء»، وأنها تشجّع السيدات المتزوجات على إقامة علاقات خارج مؤسسة الزواج.
وتداولت صفحات ليبية على مواقع التواصل الفيديو المثير للجدل، بالإضافة إلى كلمات الأغنية، حيث تظهر الفنانة وهي تردد «حتى صاحبي نبي نمشيله»، وطلبت من جمهورها من السيدات أن يرددن وراءها العبارة، وهي تقول: «نبيه يجيني في داري حتى قدام صغاري».
وطالب مدونون ونشطاء بالقبض على «الحمصة»، باعتبارها تدعو لـ«الرذيلة». ولاحقا ذكرت وسائل إعلام محلية أن «جهاز دعم الاستقرار» التابع لوزارة الداخلية بطرابلس أوقف الفنانة.
وكتب أحد الليبيين عبر فيسبوك «فاطمة الحمصة تجاوزت كل الخطوط الحمراء وتجاوزت التقاليد بل تجاوزت حتى الدين. تغني وراها آية قرآنية وتقول في كلمات تحث على الخيانة الزوجية والفساد.. يجب رفع قضية فيها والقبض عليها بالقانون».
وفي حين طالب البعض بوضع قواعد تنظم العمل الفني بصالات الأعراس، قال مدون إن الفنانة تقوم بـ«التحريض على الرذيلة».
ونتيجة لهذا الغضب، تدخل جهاز دعم الاستقرار التابعة لوزارة الداخلية، من أجل توقيف الفنانة. وقال الجهاز، في بيان على «فيسبوك»: «حرصا على المحافظة على الأخلاق الحميدة التي تميز مجتمعنا، وعلى خلفية المقطع المرئي الخادش للحياء العام والذي تم تداوله، قامت الإدارات المختصة في الجهاز بضبط المدعوة "الحمصة" لارتكابها جريمة خدش الحياء».
وأضاف «يؤكد جهاز دعم الاستقرار على أنه سيقف سدا منيعا ويضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأخلاق وقيم مجتمعنا. هذا وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة على اعتبار الفعل المرتكب مجرّم قانونا».
وفي وسط هذا الجدل، دعا فريق آخر من الليبيين إلى الالتفات صوب المشاكل الحقيقية للبلاد، مثل الفساد المالي، عوض التركيز على الفنانين وكلمات الأغاني.
وربط منتقدون لحالة الغضب بين الكوارث التي تشهدها البلاد وحالة الجدل واسعة النطاق بسبب أغنية، حيث كتبت «سديم»: «شعب هزّته أغنية الحمصة أكثر من تقارير ديوان المحاسبة عن فساد الأطراف السياسية في كل ربوع ليبيا، الذين تفننوا في إهدار المال العام وخصخصته لصالحهم ولصالح أبنائهم وكل من يدور في فلكهم على حساب نفس الشعب المحافظ».
ويسيطر على المجتمع الليبي أفكار محافظة، في ظل انتشار جماعات سلفية في الأجهزة الأمنية شبه الرسمية بشرق البلاد وغربها.
اقرأ أيضًا:
فريق طبي إماراتي يعالج جنود إسرائيليين في غزة.. ما القصة؟