الارشيف / عالم الفن والمشاهير

ناشطات في حقوق المرأة قالبين علي محمد رمضان : خاف بقي

باسل النجار = الرياض في الأربعاء 29 مارس 2023 09:43 مساءً -  

منقول : في الفن

على مدار الحلقات الماضية لفت مسلسل جعفر العمدة الأنظار خاصة وأنه طرح قضية تعدد الزوجات من خلال زواج جعفر العمدة من أربعة نساء وجمعهم في منزل واحد.

لكن من بين الأشياء الملفتة في العمل أن إحدى الزوجات قتل جعفر شقيقها وتسبب في سجن الآخر، وعلى الرغم من ذلك تعيش معه تحت سقف منزل واحد، بينما يتم معايرة الأخريات بعائلاتهن من قبل والدة الزوج ويظهرن وهن يتقبلن الإهانة بصدر رحب.

المواقف التي جمعت بين العمدة وزوجاته ، رغم أنها ظهرت في إطار كوميدي تارة ، وفي إطار رومانسي ودرامي تارة أخرى إلا أنها رسخت لمنظور الذكورية الشعبية المصرية ، ولكن هل هذا الطرح قد يلقى قبولًا في الأوساط النسوية ؟ وهل حقًا تمثل علاقة جعفر العمدة وزوجاته انتقاصا من حقوق المرأة في المجتمع المصري؟ وهل صورة المرأة في مسلسل “جعفر العمدة” مسيئة للمرأة المصرية ؟!

في البداية قالت عبير سليمان الباحثة في قضايا المرأة أن صورة المرأة في مسلسل “جعفر العمدة” هي مجرد مغازلة ذكورية واهية واصفة طرح تعدد الزوجات بهذا الشكل بأنه تعزيز لفكرة سوق الحريم وسوق المتعة وأمور أخرى تتعلق بتدني النظرة للمرأة.

 

وتابعت سليمان : “هذه ليست المرة الأولى التي تتناول فيها الأعمال الفنية المرأة بهذه الصورة، فالدراما المصرية ترسخ صورة المرأة بهذا الشكل ، وتجعلها مجرد تابع للرجلـ وسلعة في يده، وتغرس في نفسها أنها مخلوقة لمتعة الرجل، وذلك رغم أن هناك نص دستوري يثبت أن هناك مساواة بين الرجل والمرأة”.

وأشارت عبير سليمان أن فكرة الجدول التي وضعها محمد رمضان أو “جعفر” العمدة لترتيب أيام علاقاته مع زوجاته، تمثل إهانة للمرأة ، وتذكرنا بالموروث الذي ترسخ في المجتمع حول فكرة الحرمليك ، واختيار الرجل لواحدة من نسائه كل يوم ، وذلك رغم أن هذا العصر البائد انتهى منذ قرون، وأصبحت المرأة المصرية شريكا في القرارات السياسية ولعبت أدوارا وطنية واجتماعية هامة.

وأنهت عبير سليمان حديثها قائلة : هذه الصورة أيضًا فيها ظلم للرجل المصري، فالإحصائيات والأرقام الرسمية تقول أن الرجل المصري ليس متعدد الزوجات، الغالبية من الرجال المصريين متزوجين من واحدة ، لهذا أرى أن استدعاء مفهوم “حريم السلطان” في هذا المسلسل إهانة كبيرة للمرأة.

 

رسالة مسيئة للمرأة

 

ومن جانبها ترى الكاتبة لمياء الخولي، أن الفن رسالة والرسالة التي ينقلها المسلسل للمشاهد مسيئة بشدة ليس فقط للصورة المهينة المقدمة للمرأة بل هي رسالة غير دقيقة في نقل مفهوم الدين عن التعدد ، الذي قنن التعدد ووضع له شروطا.

 

وأضافت مؤلفة رواية “الناشز”: “الرجل اصبح يعدد لمجرد إرضاء رغباته وليس بغرض الإعالة كما ذكرت سورة النساء آية 3 “وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا.”

وتابعة الكاتبة لمياء الخولي: “لا يصح ان نستمر في غرس أفكار في عقول الشباب تحقر من مكانة المرأة، الزواج سكن ومودة ورحمة ومن امرأة واحدة حيث انتفى من مجتمعنا فكر التعدد لإعالة اليتامى المذكور في القرآن، وحتى القوامة تعني دوام القيام على متطلبات الحياة التي تحتاجها المرأة والاسرة، ولابد ايضا ان التوجيه بأن الله قال فواحدة وقال ولن تعدلوا ..فلماذا نحصر الرجل في منطقة يتحمل بها أوزار وذنوب من فرط العنف وغياب العدل؟ مثل هذه الافكار تستبطن في عقول الشباب وتقضي على سعادة الاسرة بكل عناصرها، في اعتقادي ان غياب القيم الاجتماعية والاخلاق هو المشكلة والتطبيق الخاطىء للدين لأن المطروح رديء جدا فيما يعرض من قيمة أو فن”.

 




Advertisements

قد تقرأ أيضا