باسل النجار = الرياض في الخميس 30 مارس 2023 03:57 مساءً - بقلم : سمير شحاتة
فرمان أكاديمية الفنون
للفنان والأديب، أولا وقبل كل شيء حرية البحث والنقد والابتكار والتعبير وإيصال النتاج الثقافي والفنى إلى الناس بدون عائق.. هذا حال أكاديمية الفنون الذى اعتادناه منذ نشأتها.. لذا غريب ان تستدعى بندا من لائحة قديمة عام 1981، كان ملفوظا ولم يعمل به أبدا.. يمنع أساتذتها من مزاولة مهنتهم أو ألقاء الدروس أو الأشراف عليها أو القيام بعمل من أعمال الخبرة أو القيام بأى عمل فنى خارجها بدون أذن جهه العمل..
تخيل مثلا أن الراحلين يوسف شاهين وكرم مطاوع ونور الشريف وقت عملهم بالتدريس، وغيرهم من المبدعين الحاليين بهيئة التدريس بمعاهد الأكاديمية عليهم الحصول على اذن قبل ممارسة أى عمل!!.. قطعا من لديه حق المنح لديه أيضا حق المنع!
كنت أجريت تحقيقا نشر بالأهرام فى ثمانينات القرن الماضى عنوانه (الشهادة دكتوراه والوظيفة أستاذ والعمل فى كباريه) عن واقعة حقيقية.. مشابهة لشخصية وكيل الوزارة التى جسدها الفنان محمود مرسى بفيلم (حد السيف).. كان الغرض من التحقيق، ان يتقاضى الأستاذ راتبا سخيا يعوضه عن تعطل ممارسته لفنه.. وليس منعه.. وقت ان كانت للأكاديمية قانونها الخاص، ورئيسها يعينه رئيس الجمهورية شخصيا قبل خضوعها لقانون الجامعات عام1989.
لا أعرف سبب إيقاظ قانون من الموت لأكثر من 40 عاما.. ويصدر به فرمان يكبل صناع المواهب بقائمة من الممنوعات.. تراه الكاتبة د.ثناء هاشم أستاذ السيناريو بالمعهد العالى للسينما (كارت أصفر لأساتذة الأكاديمية)..
خذوا العبرة من مؤسس أكاديمية الفنون د.ثروت عكاشة: أن الأكاديمية تعمل على تخريج طالب قادر على شيئين أساسيين.. تدريس ما تعلمه.. وأن يحترف بحرية ما تعلمه بممارسة الفن الذى تخصص فيه.. أتركوا الزهور تتفتح.. وكما قال الشاعر الرومانى فرجيل: هكذا أيها النحل تصنع الشهد ولكن لا لنفسك.