اخبار الخليج / اخبار السعودية

لماذا ألغت وزارة التعليم السعودية نظام الفصول الدراسية الثلاثة؟ أسرار وخفايا القرار

Advertisements

في خطوة مباغتة، أثارت موجة من التساؤلات والتكهنات، أعلنت وزارة التعليم السعودية إلغاء نظام الفصول الدراسية الثلاثة والعودة إلى النظام التقليدي بفصلين دراسيين فقط، اعتبارًا من العام الدراسي الجاري 1447، وقد فاجأ هذا القرار الكثيرين، لا سيما أنه يأتي بعد سلسلة طويلة من الخطط التطويرية التي طُبقت مؤخرًا ضمن رؤية 2030.

 

لماذا ألغت وزارة التعليم السعودية نظام الفصول الدراسية الثلاثة؟

في عام 2021، تبنّت وزارة التعليم السعودية النظام الثلاثي كجزء من تحديث جذري في العملية التعليمية في المملكة. لكن ما الذي تغيّر الان:

- النظام الثلاثي وُضع بهدف زيادة عدد أيام الدراسة الفعلية.

- شمل تقسيم المناهج على ثلاث مراحل لتقليل العبء على الطلاب.

- أدخل مفاهيم حديثة في التعلّم مثل التعليم التفاعلي والتدريب المهني.

ورغم ذلك، ظهرت شكاوى متزايدة من أولياء الأمور والمعلمين والطلاب، مشيرين إلى الإجهاد النفسي، وضبابية الأهداف، والضغط الزمني المفرط.

 

إلغاء نظام الفصول الدراسية الثلاثة والعودة إلى نظام الفصلين

في بيان مقتضب لكنه واضح، أعلنت وزارة التعليم السعودية عودة الفصلين الدراسيين، لكن التوقيت طرح الكثير من علامات الاستفهام كالتالي:

- جاء القرار في نهاية يونيو 2025، قبل تسجيل العام الدراسي الجديد.

- يشمل القرار جميع مراحل التعليم العام والجامعي.

- استندت الوزارة إلى تقييمات ميدانية وتقارير أدائية ومقترحات مجتمعية.

- ركّز البيان الرسمي على أهمية “الاستجابة لاحتياجات الميدان”.

 

مؤشرات واقعية.. هل استجابت الوزارة لضغوط المجتمع؟

ليس سرًا أن القرار جاء بعد موجات من الانتقادات، لكن ما حجم هذا الضغط فعليًا؟

- 7 من كل 10 أسر سعودية أبدت عدم ارتياحها للنظام الثلاثي.

- تقارير نفسية سجلت ارتفاعًا في نسب القلق الدراسي لدى طلاب الابتدائي.

- %60 من المعلمين اعتبروا النظام "مشتتًا" وغير متوازن في توزيعه الزمني.

- لاحظت الوزارة انخفاضًا في التحصيل المعرفي في الفصل الثالث.

 

مزايا نظام الفصلين هل هي عودة إلى النظام التقليدي أم بداية مرحلة جديدة؟

رغم الانتقادات السابقة للنظام التقليدي، يبدو أن العودة إليه اليوم تأتي بحلة جديدة ومزايا واضحة ومن أبرز المزايا:

- تخفيف الضغط الدراسي والنفسي على الطلاب.

- وقت أطول للأنشطة اللاصفية، والتأهيل الأكاديمي.

- إتاحة الفرصة للمعلمين للتطوير المهني الذاتي.

- تنظيم أفضل للعطلات الرسمية وتوزيع الجهد المدرسي على فترتين.

 

تحديات الانتقال من نظام الفصول الثلاثة إلى نظام الفصلين.. هل التغيير السريع سيسبب إرباكًا؟

رغم الترحيب بالقرار، يواجه الميدان التربوي تحديات حقيقية في إعادة الضبط السريع، وهذه أبرز التحديات:

- إعادة هيكلة الجداول الدراسية وفق الفصلين.

- ضغط الوقت لتحديث المناهج بما يتوافق مع النظام الجديد.

- تهيئة المعلمين بسرعة للتعامل مع التغيير دون خلل في جودة التعليم.

- قلق من أن يكون القرار ارتجاليًا أو غير مدروس كليًا.

 

أصوات المجتمع.. بين الراحة والتخوّف:

القرار لم يكن مجرد تعديل إداري، بل أثار تفاعلًا واسعًا على مختلف المستويات، وهذه بعض التفاعل واقعي:

- الطلاب عبّروا عن ارتياحهم لعودة الإجازات الموسمية الطويلة.

- الأهالي رأوا أن القرار يعيد التوازن للبيت والأسرة.

- بعض المعلمين تخوّفوا من عودة الأنظمة التقليدية البالية.

- فئة من الأكاديميين طالبت بتطوير هيكلي شامل، وليس الاكتفاء بتغيير التقويم.

 

علاقة القرار برؤية المملكة 2030.. تحديث أم تصحيح؟

هل يشكّل القرار تراجعًا عن "رؤية 2030"، أم خطوة تصحيحية داخل المسار؟ إليكم التفاصيل:

- وزارة التعليم السعودية أكدت أن القرار لا يلغي أهداف الرؤية، بل يدعمها.

- التقييم الدوري لأنظمة التعليم جزء أساسي من معايير الجودة العالمية.

- تُخطط الوزارة لإدخال مزيد من المرونة الرقمية داخل نظام الفصلين.

- العودة لا تعني التخلي عن التحديث، بل تعني "إعادة ضبط المسار".

 

العودة إلى نظام الفصلين.. محاولة لتوازن دقيق بين الطموح والواقع

في الظاهر، يبدو القرار خطوة ارتجاعية، لكنه في العمق يمثل محاولة لتوازن دقيق بين الطموح والواقع، ووزارة التعليم السعودية، بهذه الخطوة، وجّهت رسالة واضحة مفادها أن التعليم الناجح لا يقاس بالتجارب وحدها، بل بقدرة النظام على الاستجابة والتقييم المستمر، ونظام الفصلين قد يعود، لكن بصورة أكثر كفاءة واتزانًا، وفق ما يتطلبه العصر والميدان والمجتمع.

Advertisements

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

Advertisements

قد تقرأ أيضا